البيئة

خلق الله تعالى كوكب الأرض، وأوجد فيه كل ما يحتاج إليه الإنسان من أجل العيش والنمو والتطوّر، واستطاع الإنسان أن يؤدي جميع مهامه بصورةٍ جيدة بسبب استغلاله لهذه العناصر المختلفة، ويرتبط الإنسان بهذه العناصر المختلفة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر حيث تؤثر فيه وبمدى قدرته على العيش بطريقةٍ سليمة، وهذه العناصر تسمى بالبيئة.


يُعتبر مفهوم البيئة شاملاً ومتنوعاً، فكلّ شخصٍ ينظر إلى البيئةِ من منظوره الخاص وحسب بيئة عمله، فالبيئة بشكلٍ عام ترتبط بعلاقة الإنسان ونشاطاته مع العناصر المختلفة المحيطة به، بينما مفهوم البيئة لغةً؛ يعود إلى "بوأ" أو "تبوأ" ويعني الاستقرار والنزول في مكانٍ معين، ويعني عودة الإنسان إلى مكانٍ معين يستقر به.



وأول من عرّف البيئة هم المختصون في العلوم الحيويّة والطبيعيّة، فجرى تعريف البيئة الحيوية بأنها عملية تكاثر الإنسان وكل ما يرتبط به للمحافظة على نسله من علاقته مع الكائنات الحية كالحيوانات والنباتات، بينما في علم الطبيعة فإن البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من عناصر سواء كانت حية أو غير حية، حيث تؤثر بالإنسان بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.



كما أنَّ العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية كلّها تدخل في مفهوم البيئة، فعلاقات الإنسان مع الآخرين، ومدى ثقافة الإنسان نفسه يربطها المختصون بتعريف مفهوم البيئة.


عناصر البيئة

تتنوّع عناصر البيئة حسب الاتجاه الذي يتم تعريف البيئة فيه، حيث قد تشمل:
  • البيئة الطبيعيّّة: وهي العناصر التي أودعها الله تعالى على كوكب الأرض مثل المصادر المائية، والهوائيّة، والتربة، والشمس، وعناصر المناخ المختلفة، والكائنات الحية المختلفة من أدقها إلى أعقدها.
  • البيئة الاصطناعية: وهي كل ما أوجده الإنسان على الأرض من عناصر، وتؤثر به بطريقة مباشرة وغير مباشرة؛ مثل الأبنية والمصانع والسيارات وغيرها.
  • البيىة البيولوجيّة: وتشمل الإنسان والكائنات الحية المختلفة، وتعتبر البيئة البيولوجيّة جزءً من البيئة الطبيعية.
  • البيئة الاجتماعية: وتشمل علاقة الإنسان بغيره من الكائنات الحية وعلاقتها بالآخرين من أبناء جنسه.

تلوث البيئة

نظراً لأهمية البيئة المحيطة بالإنسان فإن حمايتها والمحافظة عليها من الملوثات المختلفة ترتبط ارتباطاً مباشراً بصحة الإنسان وحمايته من الأمراض، وقد تتعرّض البيئة إلى الكثير من الملوثات منها؛ تلوث مصادر المياه بمخلفات المصانع، وتلوث الهواء بالدخان المتصاعد من المصانع والسيارات.


كما أنّ التلوث قد يصل إلى التربة التي تغذي النباتات التي يتغذى عليها الإنسان والحيوان، ومن أنواع التلوث الأخرى التلوث الضوضائي الذي يحدث نتيجة ارتفاع الأصوات المنبعثة من السيارات أو الأعمال الإنشائية، وقد ظهرت الكثير من الأمراض الجديدة التي أصابت الإنسان والحيوان بسبب تلوث البيئة المحيطة.

أضرار التلوث :

أ-التلـوث الهوائي : أسهم تلوث الهواء في انتشار الكثير من الجراثيم التي تسبب بالأمراض للناس منها: الأنفلونزا ، الإمراض الوبائية القاتلة التي تنتشر بسرعة في الوسط البيئي ، ومرض الجمرة الخبيثة ومرض الطاعون والكوليرا ومرض الجدري والحمى ،كما تحدث حالات تسمم للإنسان نتيجة لتأثيرات الضارة للمركبات المتطايرة من الزرنيخ نتيجة للنشاط الميكروبي لبعض الأنواع الفطرية ، كما أثر بشكل كبير على طبقة الأوزون ويدمرها .
ب-التلـوث المائي : من أهم الأضرار الصحية تلوث الماء بمخلفات الصرف الصحي التي تحمل العديد من المسببات المرضية مثل بعض الأنواع البكترية والفطرية والفيروسية .ويؤدي تلوث الماء إلى حدوث تسمم للكائنات البحرية ،كما يتحول جزء من النفط إلى كرات صغيرة تٌلتهم بواسطة الأسماك مما يؤثر بشكل مباشر على السلسلة الغذائية، كما يؤدي تلوث الماء بالكائنات الحية الدقيقة إلى حدوث العديد من الأمراض مثل حمى التيفوئيد وفيروس شلل الأطفال ، وكذلك الطفيليات.
ج-التلـوث الإشعاعي : من أهم الأمراض التي يتعرض لها الإنسان بسبب الإشعاع ظهور احمرار بالجلد أو اسوداد في العين ،كما يحدث ضمور في خلايا النخاع العظمي وتحطم في الخلايا التناسلية ،كما تظهر بعض التأثيرات في مرحلة متأخرة من عمر الإنسان مثل سرطان الدم الأبيض وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الرئة ،ويؤدي إلى نقص في كريات الدم البيضاء والالتهابات المعوية وتتعدى أخطاره لتصل إلى النباتات والأسماك والطيور مما يؤدي إلى إحداث اختلال في التوازن البيئي ،وإلحاق أضرار بالسلسلة الغذائية .
د-الضوضاء : تؤثر الضوضاء في قشرة المخ وتؤدي إلى نقص في النشاط ، ويؤدي إلى استثارة القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر و الارتباك وعدم الانسجام والتوافق الصحي ، كما تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وآلام في الرأس وطنين في الأذن والتحسس والتعب السريع ، ويعانون من النوم الغير هادئ والأحلام المزعجة وفقدان جزئي للشهية إضافة إلى شعور بالضيق والانقباض وهذا ينعكس في القدرة على العمل والإنتاج ،كما يؤثر على الجهاز القلبي الوعائي ويسبب عدم انتظام النبض وارتفاع ضغط الدم وتضييق الشرايين وزيادة في ضربات القلب إضافة إلى التوتر والأرق الشديدين.

وسائل معالجة التلوث :

أ- تلوث الهواء :
1- بما أن الكبريت المسئول الرئيسي عن التلوث بأكاسيد الكبريت ،فيجب علينا انتزاعه بصورة كاملة ولأن هذه العملية مكلفة،
موجود في الوقود والفحم والبترول المستخدم في الصناعة فينصح بالتقليل من نسبة وجوده.
2- التقليل من الغازات والجسيمات الصادرة من مداخن المصانع كمخلفات كيميائية بإيجاد طرق إنتاج محكمة الغلق،كما ينصح باستخدام وسائل عديدة لتجميع الجسيمات والغازات مثل استخدام المرسبات الكيميائية ومعدات الاحتراق الخاصة والأبراج واستخدام المرشحات.
3- البحث عن مصدر بديل للطاقة لا يستخدم فيه وقود حاوٍ لكميات كبيرة من الرصاص أو الكبريت، وربما يعتبر الغاز الطبيعي أقل مصادر الطاقة الحرارية تلوثاً.
4- الكشف الدوري على السيارات المستخدمة واستبعاد التالف منها.
5- إدخال التحسينات والتعديلات في تصميم محركات السيارات.
6- الاستمرار في برنامج التشجير الواسع النطاق حول المدن الكبرى.
7- الاتفاق مع الدول المصنعة للسيارات بحيث يوضع جهاز يقلل من هذه العوادم، وذلك قبل الشروع في استيراد السيارات.
ب- تلـوث المــاء :
1- وضع المواصفات الدقيقة للسفن المسموح لها بدخول الخليج العربي بما يتعلق بصرف مخلفات الزيوت، وتحميلها مسؤولية خلالها بقواعد حماية البحر.
2- مراقبة تلوث ماء البحر بصورة منتظمة، وخاصة القريبة بمصبات التفريغ من المصانع.
3- إقامة المحميات البحرية على شاطئ الخليج العربي، وفي مناطق تضم أدق الكائنات البحرية الحية في العالم.
4- بالنسبة للتلوث النفطي تستخدم وسائل عديدة منها : -استخدام المذيبات الكمياوية لترسيب النفط في قاع البحر أو المحيطات.ويستخدم هذا الأسلوب في حالة انسكاب النفط بكميات كبيرة بالقرب من الشواطئ ويخشى من خطر الحريق.
5- بالنسبة لمياه المجاري الصحية فإن الأمر يقتضي عدم إلقاء هذه المياه في المسطحات البحرية قبل معالجتها .
ج-الضوضاء :
1- وضع قيود بالنسبة للحد الأقصى للضوضاء الناجمة عن السيارات بأنواعها والمسموح بها في شوارع المدن كما هو متبع في بعض الدول المتقدمة.
2- تطبيق نظام منح شهادة ضوضاء للطائرات الجديدة.
3- مراعاة إنشاء المطارات الجديدة وخاصة للطائرات الأسرع من الصوت بعيداً عن المدن بمسافة كافية.
4- عدم منح رخص للمصانع التي تصدر ضوضاء لتقام داخل المناطق السكنية ،ويكون هناك مناطق صناعية خارج المدن.
5- الاعتناء بالتشجير وخاصة في الشوارع المزدحمة بوسائل المواصلات ،وكذلك العمل على زيادة مساحة الحدائق والمتنزهات العامة داخل المدن.
د- تلوث التربة :
1- التوسع في زراعة الأشجار حول الحقول وعلى ضفاف البحيرات والقنوات والمصارف وعلى الطرق الزراعية .
2- يجب التريث في استخدام المبيدات الزراعية تريثاً كبيراً.
3- يجب عمل الدراسة الوافية قبل التوسع باستخدام الأسمدة الكيماوية بأنواعها.
4- يجب العناية بدراسة مشاكل الري والصرف ،والتي لها آثار كبيرة في حالة التربة الزراعية .